عبدالله الطريجي.. مايسترو السيمفونية الكشفية في الكويت 

عندما يُذكر العطاء، وحين يُروى عن قيادة تحمل الحلم وتخطط للمستقبل، يبرز اسم الدكتور عبدالله محمد الطريجي كأيقونة كشفية أضاءت سماء الكويت والعالم العربي. في مشهد استثنائي، حيث تلاقت الأجيال واختلطت أصوات الحكمة بأحلام الشباب، نجح هذا القائد في تحقيق ما يشبه المستحيل: جمع العالم الكشفي بكل أطيافه في قلب الكويت، تحت مظلة التاريخ والإرث والعمل الجماعي.
بقيادة الطريجي، أعادت جمعية الكشافة الكويتية صياغة قصة الحركة الكشفية، وجعلت منها لوحة فنية تنبض بالحياة. في خطوة تُخلد الماضي وترسم ملامح المستقبل، افتُتح أول متحف كشفي في الكويت، ليُصبح شاهدًا على تاريخ طويل من العطاء والريادة. لم يكن هذا المتحف مجرد مجموعة مقتنيات، بل هو ملحمة متكاملة جمعت إرث الكشافة الكويتية في معرضٍ يروي حكاية وطن وقادة وأجيال.
الدكتور الطريجي لم يكتفِ بأن يكون رئيسًا لجمعية الكشافة الكويتية، بل كان المايسترو الذي قاد سيمفونية من التلاحم بين الشعوب ، بفضل رؤيته الحكيمة، استطاع أن يجعل الكويت مركزًا عالميًا للكشافة، حيث أصبحت الجمعية نقطة تلاقٍ بين القيادات الكشفية العربية والعالمية، وحيث تتردّد أصوات التفاهم والتعاون على أنغام الماضي.
في افتتاح المتحف، ظهر الطريجي كما عرفه الجميع ، قائدًا يؤمن بأهمية التاريخ، ومهندسًا للمستقبل. كان وجود القيادات الكشفية والبرلمانيين والرواد العرب دليلاً واضحًا على أن الطريجي ليس مجرد قائد محلي ولا عربي ، بل شخصية عالمية تجمع حولها الجميع. وبفضل عمله الدؤوب، أصبحت جمعية الكشافة الكويتية رمزًا للتنمية والاستدامة في العمل الكشفي.
الفضل يعود للطريجي في جمع إرث الكشافة الكويتية بعناية واحترافية، حيث أصبح المتحف سجلًا حيًا لإنجازات القادة الأوائل، الذين بنوا حركة كشفية ساهمت في تنمية الشباب الكويتي. كما ضم المعرض مقتنيات تعكس تطور الحركة الكشفية، بدءًا من أول فرقة كشفية في مدرسة المباركية وحتى اللحظات التي رفعت فيها الكويت اسمها عاليًا في المحافل الدولية.
ما حققه الطريجي ليس مجرد عمل إداري، بل هو رؤية تُلهم كل شاب كويتي وعربي. المتحف الذي جُمعت فيه تفاصيل الإرث الكشفي لم يكن فقط للاحتفاء بالماضي، بل هو رسالة ملهمة: “أنتم امتداد لهذا التاريخ، وأنتم المستقبل الذي سيواصل المسيرة”.
إن الدكتور عبدالله الطريجي هو أكثر من رئيس جمعية ، هو رمز للتفاني والعمل الجماعي، وشعلة تضيء درب الكشافة في الكويت والعالم العربي. بفضل جهوده، أصبح الحلم حقيقة، وأصبح المتحف الكشفي نافذة تطل منها الكويت على العالم، لتؤكد أنها، كما كانت دائمًا، أرض الإبداع والتميز.
هنا، حيث تلتقي الأصالة بالطموح، وحيث ينبض إرث الكشافة الكويتية بروحٍ لا تعرف الحدود، يقف الطريجي قائلاً: “هذا مجرد بداية لمستقبل كشفية مشرق.”